مقالات

جامعة القضارف.. المضي رغم التحديات وظروف الحرب 

بقلم✏️ عمر دمباي

توقف بند تسيير الجامعات والتنمية، وظروف الحرب، وتراكم الدفعات، وضعف الميزانية، وتهالك أسطول السيارات، كان مبررًا وسببًا كافيًا لتوقف مسيرة العملية التعليمية برمتها وانهيارها تمامًا، كما حدث للعديد من الجامعات في السودان، إلا أن جامعة القضارف بفضل وعي وصبر هيئة التدريس والعاملين، بالإضافة إلى حسن الإدارة وقدرتها الخلاقة على ابتكار الحلول وتحمل العمل تحت الضغط، بقيادة مدير الجامعة البروفيسور ابتسام الطيب الجاك في تسيير الجامعة في أخطر مرحلة تعليمية للجامعة، جعل المسير والمضي واقعًا ملموسًا لتأكيد مقولة أن الإدارة فن وإبداع في المقام الأول وقدرة على العمل بما هو متاح وفي حدود الإمكانات، أكثر منها العمل في ظل توفر ميزانيات مليارية وسيارات فارهة، فهذه ظروف يستطيع أي شخص أن يبدع فيها.

 

 

 

 استطاعت جامعة القضارف أن تنجح في تصفير ملف تراكم الدفعات، حيث تكاد تكون الجامعة الوحيدة التي ليس بها تراكم دفعات، بجانب حل مشكلة الإضرابات المتكررة من خلال العمل بروح القانون ومرونة لوائح الجامعة أكثر من الإصرار على تطبيق القوانين واللوائح، بل واصلت الجامعة في تقديم رسالتها السامية تجاه مجتمع الولاية من خلال عقد العديد من الورش والدورات التدريبية لنبذ خطاب الكراهية والعمل على تعزيز التعايش السلمي وحفظ حقوق الإنسان، من خلال كلية تنمية المجتمع. 

 

 

 

مؤخرًا، ومن خلال شراكة مع بنك النيل، استطاعت الجامعة ممثلة في كليتي الاقتصاد والزراعة استخلاص النشأ والجلوكوز من الذرة وبنسب عالية من أجل استخدامه في الصناعات، وهي بذلك تفتح الباب واسعاً أمام المستثمرين للاستفادة من هذا الابتكار العلمي لتوطين صناعة النشأ والجلوكوز في السودان، ضمن مشروع القيمة المضافة لمحصول الذرة.

 

 

 استقرار العملية التعليمية مرده كذلك إلى أن الجامعة تعد الأقل رسومًا مقارنة بالجامعات الأخرى أو مقارنة برسوم أي روضة من رياض الأطفال في الولاية، باعتبار أن الغرض من الجامعة في المقام الأول خدمة أهل المنطقة، حيث تضم الجامعة اليوم أكثر من 13 ألف طالب وطالبة من مختلف التخصصات موزعين على 13 كلية، وتخرج سنويًا ما يقارب ثلاثة آلاف طالب وطالبة. 

 

 

 

استمرار نشاط الجامعة خلال الأعوام الماضية، رغم ظروف الحرب، جعلها قبلة للعديد من المؤسسات التعليمية والمؤسسات، حيث استضافت طلاب جامعات (الخرطوم، الجزيرة، القرآن الكريم، أم درمان الإسلامية، سنار، وغيرها من الجامعات)، بجانب استضافة الجامعة لمجلس المهن الطبية والتخصصات الطبية لأداء القسم وإجراء الامتحانات. 

 

 

في تقديري أن أكبر الإشراقات التي تبذلها جامعة القضارف اليوم، والتي بطبيعة الحال ستحدث نقلة غير مسبوقة بولاية القضارف وشرق السودان عمومًا، هو تشغيل المعمل المرجعي الخاص بالأمراض المستوطنة، عقب نجاح الجامعة في تشييد المبنى الخاص بالعمل، وموافقة وزارة التعليم العالي بدولة قطر.

 

 

 

وعلى الرغم من الإشراقات الكبيرة والجهد المبذول من إدارة جامعة القضارف لتحسين وتطوير البيئة الجامعية من صيانة الحواسيب وما تم من عمليات إحلال وإبدال لكل الأجهزة القديمة من أجهزة العرض وتشييد وصيانة القاعات وعمليات التشجير، إلا أن الجامعة بحاجة إلى اهتمام متعاظم من حكومة القضارف، وتحديدًا فيما يتعلق بتحدي توفير الورش الهندسية لكلية الهندسة ومواصلة تسجيل أراضي الجامعة منعًا للتعديات على حقوقها، بالإضافة إلى التعاون بين الولاية والجامعة لتشييد مستشفى جامعة القضارف التعليمي في القريب العاجل وصيانة وعمليات سفلته للطرق الداخلية بالجامعة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى