مذكرة رسمية وتحركات مكثفة.. كولومبيا تكشف سر مواطنيها المرتزقة في السودان
جنيف : شارع النيل نيوز

قدمت حكومة كولومبيا مذكرة رسمية إلى المندوب الدائم للسودان بجنيف، السفير حسن حامد، أكدت فيها التزامها بمعالجة قضية المرتزقة الكولومبيين الذين يقاتلون إلى جانب مليشيا الدعم السريع في السودان، واصفة إياها بأنها “أولوية قصوى”. وأشارت المذكرة إلى أن كولومبيا كثفت جهودها على المستويين الوطني والدولي، بالتعاون مع الأمم المتحدة وأجهزتها المختصة، للتصدي لهذه الظاهرة التي تهدد الاستقرار.
وفي سياق متصل، عقد السفير حسن حامد، أمس الخميس، لقاءً مع نظيره الكولومبي، السفير غوستافو قالون، بمقر البعثة الدائمة للسودان في جنيف. قدم خلاله تنويراً مصحوباً بعروض مرئية توثق تورط مرتزقة كولومبيين في القتال إلى جانب مليشيا الدعم السريع. وكشف السفير السوداني عن مراحل تجنيد هؤلاء المرتزقة، مؤكداً أن دولة الإمارات تقف وراء استقدامهم عبر شركات متخصصة في هذا المجال.
وأوضحت وزارة الخارجية السودانية، في بيان رسمي، أن هذه الخطوة تأتي ضمن جهودها المستمرة لكشف ملابسات تورط المرتزقة الأجانب في الصراع الدائر بالسودان. وشمل العرض المقدم في جنيف مقاطع فيديو توثق مشاركة المرتزقة الكولومبيين في الهجمات الأخيرة على مدينة الفاشر (الهجمات أرقام 228، 229، و230)، إلى جانب عرض رسالة مرئية وجهها رئيس الوزراء السوداني، البروفيسور كامل إدريس، إلى حكومة وشعب كولومبيا بهذا الشأن.
من جانبه، أعرب المندوب الكولومبي عن بالغ الحرج إزاء هذا المأزق، مؤكداً أن هؤلاء المرتزقة يشكلون مصدر قلق ليس فقط للسودان، بل لكولومبيا نفسها. وأوضح أن معظم هؤلاء الأفراد هم إما متفلتون أو مقاتلون سابقون في جماعات مسلحة كانت تعمل ضد الحكومة الكولومبية. وأشار إلى أن حكومته اتخذت إجراءات تشريعية وقانونية وأمنية للحد من هذه الظاهرة، لافتاً إلى أن هؤلاء المرتزقة لا يخضعون لسيطرة الدولة.
كما أكد السفير قالون أن السفارة الكولومبية في القاهرة تتابع هذا الملف عن كثب، مشدداً على ضرورة تعزيز التنسيق وتبادل المعلومات بين بعثتي البلدين في جنيف لمواجهة هذه القضية. وتأتي هذه التحركات في إطار سعي كولومبيا لاحتواء تداعيات هذا الملف الذي يؤثر على سمعتها الدولية، فيما تواصل السودان جهودها لفضح الجهات التي تدعم المليشيات المتمردة بالمرتزقة والأسلحة.