بسبب تورُّط دولة الإمارات العربية في الحرب السودانية.. جلسة استماع ساخنة بالكونغرس في مواجهة وزير الخارجية الأمريكي

متابعات : شارع النيل نيوز
شهدت جلسة إستماع في الكونغرس الأمريكي، مواجهات ساخنة حول تورُّط دولة الإمارات العربية المتحدة في الحرب المشتعلة في السودان.
وواجهت النائبة الديمقراطية سارة جاكوبس، وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، حول
تضارب المصالح في تعامل إدارة ترمب مع دولة الإمارات، في ظل الحرب الجارية في السودان.
وسلّطت جاكوبس في مداخلتها الضوء على الجرائم التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع في
السودان، مؤكدة أن هذه المليشيا ترتكب إبادة جماعية، وهو توصيف سبق أن أعلنه الوزير نفسه.
وأشارت إلى أن الإمارات تدعم هذه المليشيا بشكل علني، وأنه من غير المقبول أن تواصل الإدارة الأمريكية تزويد الإمارات بالأسلحة في هذا السياق.
ثم انتقلت إلى توجيه انتقادات مباشرة للرئيس ترمب، مشيرة إلى أنه يستفيد شخصيًا من
علاقات مالية ضخمة مع الإمارات، في الوقت الذي تُتخذ فيه قرارات سياسية لصالحها.
وشرحت جاكوبس أن الرئيس ترمب تجاوز اعتراضًا رسميًا من النائب الديمقراطي جريجوري ميكس، الذي حاول إيقاف صفقة أسلحة بقيمة تفوق مليار دولار موجهة للإمارات.
هذا “الاعتراض” هو أداة رقابية يملكها الكونغرس لمنع تمرير صفقات استراتيجية حتى
مراجعتها، لكن إدارة ترمب تجاهلته وأتمت الصفقة دون الالتفات للجنة الشؤون الخارجية.
وبيّنت جاكوبس أن هذا التجاوز لم يكن معزولًا عن مصالح ترمب الشخصية، إذ تزامن مع إعلانين
مثيرين للجدل: “في 30 أبريل، أعلنت مؤسسة ترمب عن مشروع برج ترمب من 80 طابقًا في دبي.
وفي 1 مايو، أبرمت شركة العملات الرقمية التابعة لترمب، World Liberty Financial، صفقة بقيمة ملياري دولار مع شركة إماراتية تربطها علاقات وثيقة بالحكومة”.
وبحسب الموقع الرسمي للشركة، فإن ترمب وعائلته يملكون 60% من أسهمها، ما يربط الرئيس مباشرة بالصفقة.
وبعد ذلك بـ 11 يومًا فقط، في 12 مايو، أبلغت وزارة الخارجية لجنة الشؤون الخارجية بأنها ستتجاهل اعتراض ميكس وتمضي في صفقة الأسلحة.
حيال ذلك، اتهمت جاكوبس الرئيس ترمب بأنه يربح مليارات الدولارات من علاقات خاصة مع حكومة أجنبية، بينما يبيع لها أسلحة تُستخدم لدعم مليشيا ترتكب جرائم إبادة ضد المدنيين السودانيين.
في وقت حاول الوزير ماركو روبيو الدفاع عن الموقف، قال إن التعامل مع الإمارات أمر لا مفر منه لأي رئيس أمريكي، مؤكدًا أنها شريك في اتفاقات أبراهام، ومتعاونة في عدد من القضايا.
وقال أيضًا إن الولايات المتحدة لا تتفق مع الإمارات بنسبة 100%، لكنها تحتاج إلى توازن في السياسة الخارجية.
ورفض روبيو الاعتراف بوجود تضارب مصالح، معتبرًا أن للرئيس وعائلته الحق في امتلاك شركات تجارية وأن ترمب لم يناقش هذه الصفقات في محادثاته الرسمية.
وردت جاكوبس بحدة على وزير الخارجية الأمريكي، واتهمته بأنه يبدو أكثر حرصاً على البقاء في دائرة رضاء ترمب، من الوقوف مع حقوق الإنسان والقيم الأمريكية التي قال سابقًا إنه يدافع عنها.