تقارير

السلم المجتمعي فى ولاية الجزيرة… أولى خطوات التعافي من آثار الحرب

مدني : الطيب علي

تحديات كبيره تواجهها ولاية الجزيرة فى مسيرة التعافي من الحرب وإعادة الحياة لطبيعتها خاصة في الجوانب الإجتماعية والتعايش السلمي وفى هذا الإطار نظم مركز الخرطوم للسلم المجتمعي والإعلام بالتعاون مع وزارة التنمية الإجتماعية بولاية الجزيرة بقاعة التأمين الصحي بمدينة ود مدني الأربعاء منتدى السلم المجتمعي ،المنتدى الذى جاء تحت إشراف عضو مجلس السيادة د. سلمي عبد الجبار المبارك بجانب وزيرة الرعاية والموارد البشرية الأستاذة سليمى إسحاق وبرعاية والي ولاية الجزيرة الطاهر إبراهيم الخير حظى بمشاركة واسعة من ممثلين للمجلس السيادي وحكومة ولاية الجزيرة إلى جانب ممثلين من القوات المسلحة والقوات المسانده ، فضلا عن أساتذه الجامعات والباحثين وقيادات الإدارة الأهلية والإعلاميين، كما نوقشت خلال المنتدى عدد من الأوراق العلمية المهمة التى تناولت أهمية السلم المجتمعي وضرورة التعافي النفسي والتشافي من آثار الحرب والتى أنعكست على الكثير من التفاصيل الخاصة بحياة المجتمعات. 

 

تقرير  : الطيب علي 

مدير مركز الخرطوم للسلم الاجتماعي والإعلام د. عثمان الطيب أبتدر الحديث قائلا : أن المركز قام بعد بدء معركة الكرامة وينطلق على أرضية صلبة بعد هذه الحرب الطاحنة،مضيفا إنهم عبر عضو مجلس السيادة سلمي عبد الجبار المبارك ووزارة الرعاية الإجتماعية الإتحادية قاموا بتحديد عدد من الأهداف فى مختلف الولايات وذلك مع عدد من الجامعات والمراكز التى تعني بالسلم المجتمعي وذلك من أجل وضع لبنة مهمة فى هذا الجانب ،مردفا بأن عافية السودان تقاس بعافية ولاية الجزيرة، مشيرا إلى أن ذلك المنتدى هو منتدًا علميًا فى المقام الأول إذ تم من خلاله مناقشة عدد من الأوراق العلمية التى سيتم رفعها إلى جانب التوصيات لوالي ولاية الجزيرة ووزارة الرعاية الإجتماعية الولائية والإتحادية ، إضافة لمجلس السيادة الإنتقالي ، منوهاً إلى أنه سيكون لمركز الخرطوم دور كبير فى جمع المعلومات التى تختص بالسلم الإجتماعي بالتعاون مع كافة الجهات المعنية. 

معالجة الغبن :

مستشار عضو مجلس السيادة سلمي عبد الجبار المبارك، هدي عبد الجبار أشارت خلال حديثها في المنتدى إلى الآيات القرآنية التى تحث على السلم المجتمعي ومعالجة الغبن بين أفراد المجتمع، مضيفة بأن الجميع من آدم وآدم من تراب ، كما شددت على أهمية سلامة القلب وصدق النوايا ،لافتةً إلى أن المطالبة بالحقوق أمر مشروع ، مؤكدة أن السلم المجتمعي يرتكز على عدم تعرض أي شخص للظلم بغض النظر عن إثنينة أو قبيلته، منوهة لعدم وجود أي تهميش للسكان حول مشروع الجزيرة وتابعت ربما هناك من تهمشه عاداته القبيلة أو المجتمعية .

حضور نوعي : 

 

وزير التنمية الإجتماعية بولاية الجزيرة ياسر نصار أعرب عن سعادته بأن الحضور للمنتدى نوعيا مايؤكد أهمية قضية السلم المجتمعي والذى يشمل أهل العلم و الطرق الصوفية الإدارات الأهلية القوات المسلحة ،قوات درع السودان فيلق البراء ابن مالك وعدد من الجهات، كما ترحم الوزير علي شهداء معركة الكرامة، متمنيا عاجل الشفاء للجرحى وعودة المأسورين .

أطياف الشعب :

ويضيف نصار بأن معركة الكرامة وحدت بين أطياف الشعب السوداني ، مؤكدا مؤكدا بأن هذا الوقت هو الذي يجب يجرى فيه النقاش بعلمية ،مشيرا إلى أن السلم الإجتماعي يمثل حالة من الإستقرار والوئام هدفه التعايش السلمي بين مكونات المجتمع، منوها إلى أهمية بسط العداله ونبذ القبيلة والجهوية والمناطقية بجانب إزالة أي إحساس بالضيم، مضيفا أن دور السلم الإجتماعي هو كيفية أن يتم التعايش بعد الحرب حتى نصل لبرنامج يكون اساس لحل تلك المشكلة ويكون برنامج للحكومة في تحقيق السلم الإجتماعي، مؤكدا إستعدادهم فى الحكومة لدراسة كافة الأوراق العلمية المقدمة خلال المنتدى وتبنى التوصيات، كما اعرب عن شكره لإدارة المركز لتنظيم المنتدى لما يمثله من أهمية كبرى. 

الضيم :

ممثل المقاومة الشعبية د .الصادق آدم قال إن أهمية المنتدى تكمن فى انه جاء بعد أن مرت بلادنا بأزمة كبيرة إرادت أن تقعد بها ولكن الأعداء نسوا أن الشعب السوداني لايقبل الضيم ابدا، مشيرا إلى أن المرحلة الحالية نحتاج فيها بشكل مباشر إلى رتق النسيج المجتمعي ببلادنا بعد أن مزقت هذه الحرب اوصال التواصل قي المجتمع ،لافتا الى أن كافة أركان السلم الإجتماعي موجودة في السنة النبوية والتى يجب علينا كمسلمين الإهتداء بها.

قضية النازحين واللاجئين : 

الأمير الطيب الإمام جودة تحدث عن أهمية تسمية كافة الأشياء فى ولاية الجزيرة بمسمياتها ،مشيرة إلى قضية النازحين واللاجئين الذين استوطنوا فى مشروع الجزيرة من سنوات طويلة نتيجة لظروف الحرب والمجاعة فى دارفور ، لافتا إلى أن عدد سكان السودان لايتماشي مع المساحة الكبيرة او ما يتوفر فيها من موارد وقال أن مثل هذه المنتديات أو المؤتمرات أو النقاشات يجب أن تناقش كيفية التعامل مع أمر النازحين واللاجئين، منوها إلى أنه وبعد ما حدث من حرب ومجاعات في دارفور فى سنين مضت رحبنا بوجودهم بيننا في ولاية الجزيرة واصبحوا جزءا من المجتمع ويجب أن ان يعودوا لمناطقهم وحكوراتهم بعد ذلك 

قبائل غير سودانية :  

ويمضى قائلا : بأن كل الحكومات المتعاقبة لم تهتم بمعالحة المشكلة وقال أن هناك لاجئين ونازحين، كما أن بينهم قبائل غير سودانية أصلا قادمة من دول الجوار مردفا : لا مشكلة في أن تكون غير سوداني وحاليا في الحرب الحالية رجع الكثير من النازحين واللاجئين إلى مناطقهم في ولاية الجزيرة وعدد من الولايات الأخري وهذا مالم يحدث لمواطني دارفور بعد ما حدث من حروب هناك سابقا وذلك بسبب عدم وجود الإستقرار مضيفا وهذه أحد إفرازت الحرب التى يعانيها الشعب السوداني. 

الرقم الوطني :

 

ويشدد الأمير على أهمية مراجعة الدولة لأمر الرقم الوطني مردفا ولاعيب بأن يكون هذا اللاجئ غير سوداني، مشيرا إلى أن كافة اللاجئين لديهم دولهم وهى مسوؤلة عنهم بشكل مباشر موجها خطابه لممثلة مجلس السياده هدى عبد الجبار وتابع قائلا: لابد من معالجة ذلك الأمر، كما أكد على أهمية رفع الظلم وتابع سكان الكنابي مظلومين لأن ليس لهم اراضي وهم يسكنون فى اراض زراعية تابعة لمشروع الجزيرة في أطراف الترع التى خصصت لعمليات الري، مجددا مطالبته للدوله برفع الظلم عنهم بتوفيق أوضاع السودانيين منهم لاسيما وأن هناك إتفاقية سلام وقعت باسمهم فى جوبا بدولة جنوب السودان ، كما يجب إعادة اللاجئين إلى دولهم التى قدموا منها 

العودة الطوعية : 

ويناشد جودة الجهات المختصة الموقعة على إتفاقية السلام فى جوبا والتى تضمنت إلتزامات وأموال مخصصة للنازحين بمعالجة القضية، كما أقترح برنامج للعودة الطوعية على نهج ماتم في عودة الكثير من المواطنين بعد تحرير الجزيرة وغيرها ،مشددا على أهمية برنامج العودة الطوعية للنازحين السودانيين إلى مناطقهم الآمنه وكذلك اللاجئين إلى الدول المجاورة التى وفدوا منها ، لافتا الى ما يشكلة وجودهم من ضغط على خدمات الصحة والتعليم ،مجددا مطالبته برفع الظلم وتبني العودة الطوعية للمساهمة فى إنهاء معاناتهم.

ويؤكد الأمير بأنهم مسؤولون عن كل كلمة يقولونها وان الجزيرة حررها أبناءها قائلا : من جنوب الجزيرة دخل ابناءنا حتى صالحة وأشتروا السلاح وحتى المسيرات وليس الكلاش فقط وقال أولادنا الموجودون فى الفاشر ودارفور أكثر من مكونات دارفور والسودان واحد ويدافع أبناءنا عنه كاملا. 

الإرض والنظارة :

ويختلف القيادى المجتمعي معمر موسي مع الأمير الطيب جودة فى رؤيتة حول قضية النازحين واللاجئين ويرى معمر فى حديثه خلال المنتدى بأن أن هناك علاقة بين الأرض والنظارة في دارفور مضيفا: ولكن الأمر غير ذلك في ولاية الجزيرة و التى تقوم فيها النظارة على الجغرافية إذ تجد الناظر هو ممثل لعدد من القبائل وليس لقبيلة واحدة فقط فى كثير من الأحيان،ويضيف بأن الجزيرة نشأت حول مشروع حديث لافتا الى أن هناك دراسه تقول بأن ٨٠ % من العمليات الزراعية فى مشروع الجزيرة يقوم بها الوافدين وليس المزارعين ،مطالبا بالإبتعاد عن ثنائية القرية والكنابي وأهمية التحلى بالشجاعة وتحمل المسؤولية في ما يختص بقضية الكنابي وقال إن هناك شراكة إستراتيجية بين القوي السياسة – الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والإدارات الأهلية ومؤسسات الدولة وهناك كارثة وتحديات كبيره لها علاقة بالمشروع متسائلا ؟ هل عدونا الآن الشخص الذى يقطن فى الكنبو ويقوم بالزراعة معنا أم من يريد رسم مستقبل المشروع، كاشفا عن إن هناك ١٧ عطاء ذهبت لشركات دون مشاورة الناس وهى تقدر بملايين الدولارات مؤكدا بأن من يريد هندسة المشروع هو عدونا وليس أهل الكنابي .

 

السلم والظلم :

 وعلى العكس من ذلك يقول القيادى المجتمعي المهندس إبراهيم حسن قال خلال مداخلته بأن السلم والظلم لايمكن أن يكونا معا ولابد من تحقيق السلم ورفع الظلم اولاً وإقامة العدل، مشيرًا إلى أن المناطق التى يقطن فيها النازحين واللاجئين هى إما اراضي زراعية أو أملاك، منبهًا الى أن الدولة لم تقم بمعالجة تلك المشكلة وأن الظلم الذى حدث للأهالي يتمثل فى السكن فى أراضيهم ، مؤكدا على أهمية عودة النازحين واللاجئين بعد ازالة الظلم .

حاضنة سياسية : 

كما دعا الأحزاب السياسية إلى الإبتعاد عن النظرة القاصرة للنازحين واللاجئين كحاضنة سياسية، مضيفا حتى فى حال قضضنا الطرف عن قضية النازحين واللاجئين فإن أطفالهم سيشعرون بالغبن أي بأنهم موجودون وسط مجتمعات تختلف عنهم فى كثير من الجوانب خاصة فى مبانيهم واملاكهم الأمر الذى يشعرهم بفوارق إجتماعية بالرغم من إنهم غير مهمشون من الأهالي إذ أنهم يدرسون معهم فى ذات المدارس ويتم علاجهم فى ذات المراكز الصحية التى يتعالج فيها الاهالي، منوها إلى أن إتفاقية السلام سمحت بتخصيص” ١٥٠ ” مليون دولار سنويًا من أجلهم ويجب أن يتم إعادتهم بعد توفير سبل الحياة الكريمة لهم قي مناطقهم .

التعافي النفسي: 

الناظر فيصل جميل تحدث عن أهمية التعافي النفسي بعد الحرب وتحقيق التعايش السلمي عبر العديد من البرامج التوعوية التى تسهم فى إعادة لحمة المجتمع إلى ماكانت عليه.

ويرى قائد درع السودان بمحلية ام القري بأهمية دمج هولاء النازحين واللاجئين في المدن، وقال أن عدم القيام بذلك يمكن أن يؤدي إلى مشكلات وشروخ كبيرة، داعيًا إلى الغاء الرقم الوطني وإستبداله بالهوية وعدم التحدث عن القبيلة وإنما السودان فقط، وقال” لاحل لنا كسودانيين غير أن نتعايش “

ممثل فيلق البراء بن مالك علي عمر أشار إلى إن لهم أهتمام كبير بتحقيق السلم الإجتماعي خاصة بعد الحرب ، مشددا على أهمية الوصول لمختلف المجتمعات فى القري لتلافي آثار الحرب. 

خاتمة : 

وخرج المنتدى بعدد من التوصيات أبرزها تنظيم الورش لقيادة المجتمع بهدف معالجة السوالب الإجتماعية، فضلا عن الإصلاح في جانب المرأه والتوعية والدعم الكامل خاصة وهي الإصل في البيت و الجزء الذي يحدث التغيير إلى جانب 

العمل على تحديد ودراسة وضع مواطن الجزيرة من كل الجوانب ، علاوة على العمل على الآليات الفعالة للتعايش السلمي داخل الولاية ، إضافة إلى إيجاد التمويل للشباب وتمكينهم والإستفادة من طاقاتهم .

 

وفى جانب التعليم أوصى المنتدى بعدة توصيات بينها عمل حصر للطلاب المتعثرين في التعليم على نطاق المدارس والجامعات بجانب

إرجاع الحقوق التى انتهكت لأصحابها وإرسال الدعوات للجهات ذات الإختصاص لتقديم المساعدات في مختلف المجالات وربط رجال الأعمال بالشباب أصحاب الأفكار ، فضلا عن العدالة فى توزيع الفرص للشباب وتدريب الكوادر إلى جانب ضبط الوجود الأجنبي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى