مقالات

اللواء ياسر الصديق كرار البطحاني: أسطورة الصمود والانتصار في معركة الوطن

كتب: خالد الصديق طلحة
في 05 مارس 2025

في زمن يشتد فيه الظلام وتتقاذف الأوطان رياح الفتن، يبرز رجال صُنعوا من بأس الحديد

، ونُقش على جبينهم عهد الفداء والبطولة

هؤلاء هم من تكتب لهم صفحات التاريخ بمداد العزة، ويقف الوطن إجلالا لسيرتهم،

من بين هؤلاء الأبطال يسطع اسم اللواء ياسر الصدق كرار البطحاني

و الذي جسد أروع معاني الصمود والإصرار في معركة الدفاع عن السودان، رافضا الاستسلام

في وجه العاصفة، وقاد جحافل الرجال حتى تحقق النصر.

▪︎ مروي: ملحمة البدايات

عندما دقت طبول الحرب، كانت معركة مطار مروي إحدى أولى الاختبارات العصيبة التي واجهت القوات المسلحة السودانية،

كان العدو يسعى للسيطرة على المطار، وهو نقطة استراتيجية مفتاحية، من شأنها أن تمنحهم موطئ قدم متقدما يهدد سيادة البلاد

لكن على أرض مروي، وقف اللواء ياسر البطحاني بجسارته المعهودة

، ورفض بكل شموخ تسليم المطار للمرتزقة، رغم شراسة الهجوم وقلة الإمكانيات.

في تلك الساعات المصيرية، أدرك اللواء ياسر أن لا خيار سوى القتال حتى الرمق الأخير، قاد جنوده بصلابة الرجال

الذين لا يعرفون الهزيمة، واستبسل في المواجهة، مستخدما كل ما في جعبته من تكتيكات قتالية وإصرار لا يلين.

كانت النتيجة انتصارا حاسما، حُفظ به المطار،

وكتب البطحاني بذلك أول سطر في سجل أمجاده العسكرية خلال هذه الحرب.

▪︎ الاستنفار الشعبي: قيادة ملحمة أخرى في نهر النيل

بعد انتصاره في مروي، لم يكن للواء ياسر وقت للراحة، فقد أُسندت إليه قيادة الاستنفار الشعبي

في ولاية نهر النيل، حيث كان لزاما عليه أن يحشد الطاقات، ويوحد الصفوف،

وينظم المقاومة الشعبية لتكون درعا حصينا يحمي السودان من أي اعتداء.

لم يكن حشد الرجال بالمهمة السهلة، لكن الكاريزما القيادية للواء ياسر،

وإيمانه العميق بقضية الوطن، جعلت من استنفاره نداء تستجيب له الجموع.

فخرج الشباب والرجال، وتوحدت القبائل،

ووقفت نهر النيل سدا منيعا بفضل حنكته العسكرية وقدرته الفذة على تعبئة الجماهير.

▪︎ لواء النخبة: القوة الضاربة في تحرير شرق النيل

بعد نجاحه في تنظيم الاستنفار الشعبي، اُسند له تكوين لواء النخبة، وهي القوة التي كانت لها اليد الطولى في معركة تحرير شرق النيل.

لم يكن هذا التشكيل مجرد قوة عسكرية تقليدية، بل كان صفوة الصفوة، رجال تم اختيارهم بعناية،

ودُربوا ليكونوا رأس الحربة في معارك التحرير. تحت قيادة اللواء البطحاني

خاض لواء النخبة معارك طاحنة، فاجأت العدو وأعادت ترتيب موازين القوى،

وكانت النتيجة تحرير شرق النيل، ذلك المحور الحيوي الذي كان يمثل نقطة ارتكاز للعدو.

لقد أثبت اللواء ياسر الصدق كرار البطحاني أن القيادة ليست فقط أوامر تصدر من خلف الخطوط، بل حضور في الميدان، وعرق يُسفح، ودماء تُبذل دون تردد

لقد كان وما زال قائدا يخطو في مقدمة الصفوف، يؤمن أن النصر لا يُهدى، بل يُنتزع بالقوة، وأن السودان لا يحميه إلا أبناؤه المخلصون.

▪︎ ختاما: رجل بحجم أمة

ليس من السهل أن تجد رجلا تتجسد فيه كل معاني الإقدام، والشجاعة، والتضحية كما تجسدت في اللواء ياسر البطحاني.


من مروي إلى نهر النيل، ومن معركة الاستنفار الشعبي إلى قيادة لواء النخبة، رسم هذا القائد ملامح ملحمة سودانية خالدة، ستتناقلها الأجيال كأنشودة مجد لا تمحى.

هؤلاء هم حراس الوطن الحقيقيون، الذين لا يفاوضون على الأرض، ولا يساومون على الشرف

، إن قصة اللواء ياسر البطحاني ليست مجرد سطور تكتب، بل تاريخ يُحفر في وجدان السودان، ونبراس يضيء درب كل من يؤمن بأن الوطن يستحق التضحية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى